تقنية

برمجيات الذكاء الاصطناعي تبعد شركات التقنية العملاقة عن أهداف الحياد الكربوني (تقرير)

اقرأ في هذا المقال

  • مايكروسوفت ليست في طريقها للوفاء بتعهدها بأن تصبح محايدة كربونيًا بحلول 2030
  • انبعاثات مايكروسوفت لعام 2023 ارتفعت بنحو الثلث عن خط الأساس لعام 2020
  • أعلنت مايكروسوفت 80 إجراءً جديدًا لتقليل انبعاثات النطاق 3
  • إستراتيجية مايكروسوفت لتقليل انبعاثات النطاق 3 في عام 2024 تتضمن 5 محاور

يبدو أن برمجيات الذكاء الاصطناعي ستكون عائقًا أمام شركات التقنية العملاقة في تحقيق الأهداف المناخية، على الرغم من إعلان تلك الشركات التزامها بتحقيق الحياد الكربوني وتقليل استهلاك الكهرباء.

وأفادت معلومات اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، بأن عملاقة البرمجيات العالمية شركة مايكروسوفت Microsoft نشرت، في 15 مايو/أيار 2024، أحدث تقرير لها عن الاستدامة البيئية، وهو الأول من شركات التقنية الكبرى الذي يغطي طفرة الذكاء الاصطناعي.

وتتمثل الخلاصة الرئيسة للتقرير في أن مايكروسوفت ليست في طريقها للوفاء بتعهدها لعام 2020 بأن تصبح محايدة كربونيًا بحلول عام 2030، بسبب ارتفاع انبعاثات النطاق 3.

وأوضح التقرير أن انبعاثات مايكروسوفت لعام 2023 ارتفعت بنحو الثلث عن خط الأساس لعام 2020.

وفي عام 2023، انخفضت انبعاثات النطاق 1 والنطاق 2 لدى مايكروسوفت بنسبة 6%.

في المقابل، زادت انبعاثات النطاق 3 لدى مايكروسوفت -التي تمثّل جميع انبعاثات الشركة الإجمالية تقريبًا- بنسبة تزيد على 30%.

ولذلك، يجب على الشركة خفض انبعاثات النطاق 3 إلى النصف من خط الأساس لعام 2020 إذا أرادت أن تصبح محايدة كربونيًا بحلول عام 2030.

سبب ارتفاع انبعاثات النطاق 3

أوضحت مايكروسوفت أن الارتفاع في انبعاثات النطاق 3 “يأتي في المقام الأول من بناء المزيد من مراكز البيانات والكربون المرتبط بها في مواد البناء، بالإضافة إلى مكونات الأجهزة مثل الرقائق والخوادم والكبائن”.

بدوره، يقود الذكاء الاصطناعي، إلى جانب الاعتماد المستمر للخدمات السحابية، توسع مركز البيانات العالمي لشركة مايكروسوفت، حسبما نشره موقع إنرجي مونيتور (energymonitor) المتخصص في بيانات وتحليلات الطاقة.

ولقد أثبت بناء مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي أنه يمثل مشكلة انبعاثات بقدر ما يشكل الاستفادة منه.

وأثار إصدار شركة “أوبن إيه آي” OpenAI لبرمجية الدردشة “تشات جي بي تي” ChatGPT في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 تبنيًا وابتكارًا واستثمارًا غير مسبوق للذكاء الاصطناعي.

وراهنت مايكروسوفت -بصورة كبيرة- على الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك استثمار بقيمة 13 مليار دولار في “أوبن إيه آي” OpenAI.

ودمجت الشركة برنامج “كو بايلوت” CoPilot الذي يعمل بنظام “تشات جي بي تي” Chat-GPT -وهو مساعد الذكاء الاصطناعي في الوقت الفعلي المصمم لتعزيز الإنتاجية- في مجموعة “أوفيس 365” Office 365 الرائدة، نشره موقع إنرجي مونيتور (energymonitor).

ويُظهر أحدث تقرير لشركة مايكروسوفت أن جهود الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي أثبتت حتى الآن عدم توافقها مع هدفها لتحقيق الحياد الكربوني لعام 2030.

شعار شركة “أوبن إيه آي” – الصورة من رويترز

تقليل انبعاثات النطاق 3؟

أعلنت مايكروسوفت 80 إجراءً جديدًا لتقليل انبعاثات النطاق 3، بما في ذلك مطالبة “عدد كبير” من مورديها باستعمال كهرباء محايدة كربونيًا بنسبة 100% لسلع وخدمات مايكروسوفت بحلول عام 2030.

وفي مراكز البيانات، تهدف مايكروسوفت إلى تقليل ذروة استهلاك الكهرباء وزيادة كثافة الخادم إلى الحد الأقصى وتسخير الكهرباء غير المستعملة بصورة أكثر فاعلية.

ولن تستهلك مراكز البيانات الجديدة التابعة لشركة مايكروسوفت أي مياه للتبريد، وستحصل على شهادة “الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة” (إل إي إي دي) LEED الذهبية.

وتشكل هذه المبادرات جزءًا من إستراتيجية مايكروسوفت ذات المحاور الـ5 لتقليل انبعاثات النطاق 3 في عام 2024:

  • تحسين قياس الانبعاثات لتمكين رؤى وإجراءات أفضل.
  • تنفيذ ابتكارات مركز البيانات لزيادة الكفاءة.
  • تشكيل شراكات لتسريع التقدم التقني، بما في ذلك الفولاذ والخرسانة والوقود الصديق للبيئة.
  • بناء الأسواق لتسريع هذه الاختراقات التقنية.
  • المشاركة في الدعوة للسياسة العامة.

ومن بين الإستراتيجيات الـ5، أشارت مايكروسوفت إلى أن التحديات المتعلقة بتطوير “الخرسانة والصلب والوقود والرقائق الصديقة للبيئة” تظل العائق الرئيس أمام خفض انبعاثات النطاق 3، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ومن المثير للاهتمام أن مايكروسوفت تعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تقليل انبعاثات النطاق 3، مثل تمكين رسم خرائط أكثر دقة لتغير المناخ وتسريع التطوير المستدام للبطاريات.

ويرى المحللون أن مثل هذه التدابير لن تعوّض الآثار البيئية السلبية الكبيرة لهذه التقنية كثيفة الكربون.

الذكاء الاصطناعي يعصف بالتعهدات المناخية

تعهدت شركة مايكروسوفت بأن تكون محايدة كربونيًا بحلول عام 2030 في يناير/كانون الثاني 2020. وسرعان ما حذت شركات أبل Apple و”ألفابيت” Alphabet و”ميتا” Meta حذوها، وتعهدت بتحقيق الحياد الكربوني بحلول العام نفسه.

وعلى الرغم من أن أمازون Amazon أصبحت في عام 2019 أول شركة تقنية كبيرة تلتزم بالحياد الكربوني، وإن كان ذلك مع العام المستهدف الأقل طموحًا والأكثر واقعية، وهو عام 2040، فقد حُددت جميع هذه الأهداف قبل الانفجار في الطلب على خدمات الذكاء الاصطناعي.

وفي حديثه، مؤخرًا، مع وكالة بلومبرغ، قال رئيس شركة مايكروسوفت، براد سميث، إن تعهد الشركة لعام 2020 كان بمثابة “إنجاز كبير للكربون”، والآن مع الذكاء الاصطناعي “أصبح الهدف بعيدًا بمقدار 5 أضعاف عما كان عليه في عام 2020”.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

Related Articles

Back to top button