“جي بي مورجان”: سياسة “صفر كوفيد” لن تستمر إلى الأبد في الصين
مع تخفيف عمليات الإغلاق وتراجع الضغوط التنظيمية، من المتوقع أن تنحسر بعض الرياح المعاكسة التي تواجه الأسهم الصينية، وفقا لبنك جي بي مورجان.
وتعرضت الأسواق الصينية للضرب على مدى الأشهر الـ 15 الماضية، حيث أدت استراتيجية “صفر كوفيد” في البلاد وعمليات الإغلاق في المدن الكبرى إلى خنق النشاط الاقتصادي، في حين وضعت الحملات التنظيمية مزيدا من الضغوط على الشركات، وخاصة عمالقة الإنترنت مثل تينسنت وعلي بابا.
وانخفض مؤشر هانج سنج للتكنولوجيا في هونج كونج بنحو 25 في المائة خلال العام الماضي، في حين انخفض مؤشر شنغهاي 9 في المائة.
ومنذ الأسبوع الماضي واصلت الأسواق الصينية انخفاضها، محاصرة بالمخاوف المحيطة برفع أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وتراجع مؤشر هانج سنج بأكثر من 3.5 في المائة، في حين انخفض مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 1.45 في المائة.
ومع ذلك، بدأت الصين في إعادة فتح أبوابها وأشارت حكومة بكين إلى بعض النوايا لتخفيف تدقيقها في قطاع التكنولوجيا وسط الانكماش الاقتصادي.
وبحسب “سي إن بي سي” قال تيلمان جالر أحد منسوبي جي بي مورجان لإدارة الأصول، إن الجهود المبذولة لإعادة فتح المدن وإطلاق حملات التطعيم تشير إلى أن بكين أدركت أن استراتيجيتها “صفر كوفيد” غير مستدامة، مضيفا أنه بدلا من ذلك، يبدو أن البلاد تنتقل إلى سياسة العيش مع كوفيد.
وخففت أكبر مدينتين في الصين، شنغهاي وبكين، بعض إجراءات كوفيد في وقت سابق من الأسبوع الماضي، لكنها فرضت بعض القيود الإضافية مرة أخرى الجمعة الماضي.
ومع ذلك، جادل جالر، متحدثا في الحدث الإعلامي السنوي للبنك في لندن، بأنه في حين تستمر الشكوك على المدى القريب، فإن الرياح المعاكسة الرئيسية مثل سياسة صفر كوفيد وسياسة المالية الصارمة والتنظيم الصارم ما هي إلا دورة وليست هيكلة، مما يعني أن آفاق الصين على المدى الطويل لا تزال سليمة.
وقال جالر إن “صناع السياسات يغيرون موقفهم ويغيرون اتجاه السياسة. وكانت الصين تشدد ولكن الآن هذا يتغير، وسيلعب البنك المركزي دورا حاسما في ذلك”، مضيفا أن بنك الشعب الصيني مقارنة بالبنوك المركزية الأخرى في أوروبا وأمريكا الشمالية لديهم المرونة اللازمة ليكونوا أكثر دعما للاقتصاد.
وارتفع مؤشر أسعار المستهلك الرئيسي في الصين بنسبة 2.1 في المائة فقط على أساس سنوي في أبريل الماضي، مقارنة بـ 7.4 في المائة التي شوهدت في منطقة اليورو لنفس الشهر، و8.3 في المائة في الولايات المتحدة.
وأشار جالر إلى أنه على هذا النحو، يمكن توقع المزيد من التيسير في السياسة النقدية من بنك الشعب الصيني، مع خفض سعر الفائدة القياسي للرهون العقارية. والأهم من ذلك بكثير أيضا، أن اتجاه السياسة المالية يتغير أيضا. هناك المزيد من الدعم الحكومي الآن، وهناك المزيد من الأموال المخصصة للسكك الحديدية، والاستثمار في البنية التحتية، والاستثمار في المطارات، والتخفيضات الضريبية، وتحفيز شراء السيارات.
في حين أن الأشهر الـ 15 الماضية كانت صعبة على مستثمري سوق الأسهم الصينية، إلا أن أسواق السندات في البلاد تفوقت على نظيراتها العالمية.
وأضاف جالر: “من وجهة النظر هذه، تعد الصين أداة تنويع جيدة لمحفظة الأسهم، ولكن أيضا لمحفظة السندات، لأن البنك المركزي في الصين يواجه تحديات مختلفة عن البنوك المركزية هنا في أوروبا والولايات المتحدة”.
وقد تفاقمت وجهات نظر جالر مع مايلز برادشو، رئيس استراتيجيات الدخل الثابت في جي بي مورجان، الذي قال إن ديون الحكومة الصينية هي الجيب الأكثر إثارة في الأسواق العالمية في الوقت الحالي.