لماذا لا تستفيد الدولة من قوة المقاومة في التفاوض مع اسرائيل؟ | سياسة
ملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل عاد ليتصدر واجهة الاهتمامات محليا وأقليميا ودوليا بفعل تفرد حزب الله بإطلاق المسيرات الجوية باتجاه حقل كاريش. هذا العمل استنكرته الحكومة اللبنانية عقب اجتماع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب، الامر الذي لقي استغرابا من حزب الله اذ يسأل أحد قيادييه كيف ان اطرافا رسمية تتصرف بطريقة مستهجنة توحي انها لا تريد الافادة من قوة المقاومة في المفاوضات الترسيمية وتتبرأ منها.
الا ان اوساطا معارضة تخالف رأي الحزب في الموضوع، وترد قائلة ان المقاومة لو كانت حريصة على مصالح لبنان وجادة في تعزيز موقفه من المفاوضات لنسقت معه، وأقله مع حليفها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون او مع رئيس التيار الوطني الحر او مستشار القصر في الملف نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب، لكن الحزب نفذ العملية لحساب ايران وليس لبنان وان قوله بتقوية الموقف اللبناني الرسمي مجرد ادعاء فاضح.
النائب السابق فارس سعيد يقول لـ”المركزية”: “ان أطلاق المسيرات وفي الوقت الذي كانت الانباء المحيطة بالملف تؤشرالى ايجابيات تحدث عنها المسؤولون الاميركيون والاسرائيليون للمرة الاولى، ليس سوى عمل ينطوي على خلفيات ايرانية المراد منها تعزيز موقف طهران في المفاوضات النووية مع الجانب الاميركي حيث كانت تلك المفاوضات تتعثر في الدوحة وهي تأتي أيضا عشية توجه الرئيس الاميركي جو بايدن الى المنطقة، وخصوصا مع زيارته اللافتة الى المملكة العربية السعودية التي يناصبها حزب الله العداء. لذلك بديهي القول ان الرسائل من جراء اطلاق المسيرات جاءت فاضحة لموقف الحزب ومن خلفه ايران الهادفة الى اثبات دورها كلاعب اقليمي في وقت تنشط فيه اللقاءات والمحادثات لصياغة احلاف جديدة، قد تكون زيارة بايدن للمنطقة وزيارة بوتين لطهران وانضمام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى لقاء القمة هناك خير دليل على ذلك.
اما القول انه كان من المفترض أقله وضع الرئيس عون في الاجواء، فأعتقد ان الحزب لا يشرك احدا في مواقفه الاستراتيجية، فهو يضع عون وباسيل في شؤون داخلية بسيطة لا تتعدى دعمهما انتخابيا في بعض الدوائر او من اجل الوصول الى قرارات ادارية صغيرة، وفي ما يتعدى ذلك لا يطلع حلفاءه اطلاقا على اي شيء حتى انه يرفض ما يسمى الاستراتيجية الدفاعية ليبقى متفردا بقرار الحرب والسلم”.